09 Jun
09Jun

ناشد رئيس البرلمان الأوكراني، رسلان ستيفانتشوك، المشرّعين الأوروبيين بالعمل على قبول ترشّح بلاده لعضوية الاتحاد الأوروبي، في خطوة من شأنها أن تقصّر المسافة ما بين طموحات الدولة التي دمّرتها الحرب الروسية وبين إمكانية دخولها التكتّل الأوروبي.وذكر ستيفانتشوك في كلمة ألقاها أمام أعضاء البرلمان الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن عدم منح أوكرانيا إشارة على فتح الباب أمامها للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، سيكون بمثابة دلالة صريحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بإمكانه "أن يمضي قدماً دون أي عقاب".ومن المتوقع في شهر حزيران/يونيو الجاري أن ينظر زعماء دول التكتّل الـ27 في مساعي أوكرانيا للحصول على وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، ووافق البرلمان الأوروبي بالفعل على قرار لصالح منح أوكرانيا صفة مرشح لعضوية التكتّل.وقال رئيس البرلمان الأوكراني للمشرّعين الأوروبيين: "دعونا نعمل ما بوسعنا لنشهد في الرابع والعشرين من شهر حزيران/يونيو يوماً فاصلاً، يوماً مهماً بالنسبة لنا، وانتصاراً مشتركاً عظيماً".ومن المتوقع أن تقدم المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، رأيها الأسبوع المقبل بشأن قضية منح أوكرانيا صفة المرشح لعضوية التكتّل بناءً على استبيان، قدمه الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال الشهرين الماضيين، وتبيّن الإجابات على هذا الاستبيان مدى التزام أوكرانيا بمعايير أهمها: "الديمقراطية المستقرة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، والحرية والمساواة، واقتصاد السوق الحرة، وضرورة قبول كل تشريعات الاتحاد الأوروبي".وتحظى أوكرانيا حالياً باتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى فتح أسواقها أمام أوروبا، وتتضمن اتفاقية تجارة حرة بعيدة المدى.ومن ناحيتها، أكدت رئيسة الهيئة التشريعية في الاتحاد الأوروبي، روبرتا ميستولا، على أن المشرعين الأوروبيين سيواصلون دعم جهود أوكرانيا للحصول على وضع المرشح.والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عملية طويلة الأمد تشمل مواءمة تشريعات الدولة المرشحة مع القانون الأوروبي، كما تتطلب مفاوضات معقدة حول العديد من الموضوعات والمعايير التي يصعب الوفاء بها بالنسبة لدولة في حالة حرب، مثل الاستقرار السياسي.وقبل الحرب الروسية في أوكرانيا، أعربت المفوضية الأوروبية مراراً وتكراراً عن قلقها  بشأن الفساد المنتشر في أوكرانيا التي باتت بحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة، وفق ما ترى المفوضية الأوروبية.وكانت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 اتفقت على دعم مقاومة أوكرانيا للغزو الروسي، وفرضت حزمة عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ضد موسكو، للضغط عليها من أجل وقفها حربها على كييف.وفيما دعا رؤساء ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، هي: التشيك ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا وإستونيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، في رسالة مفتوحة للاتحاد إلى بدء محادثات انضمام أوكرانيا "على نحو فوري"، فإن دولاً أخرى نافذة في التكتّل تجد أن انضمام أوكرانيا المحتمل قد يستغرق "عقوداً" فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يزال متمسكاً بموقفه الذي صرّح به في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس الماضي بمدينة فرساي حيث قال: "إن المجلس الأوروبي أعلن في رسالة قوية وواضحة مصير أوكرانيا في أوروبا، هل يمكننا اتخاذ تدابير استثنائية لدولة ما في حالة حرب دون احترام لمعايير الانضمام تلك؟ الإجابة لا".

ومن جهته، يرى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أنه "ليس ثمة من مسار سريع"، وهو موقف المستشار الألماني أولاف شولتز أيضا الذي قال في القمة الأوروبية الماضية إن "على الاتحاد الأوروبي أن يعمّق شراكته مع أوكرانيا بدلا من الحديث عن انضمامها لعضويته".أما رئيس الوزراء الأيرلندي ميشيل مارتن فأيّد خلال حديث أدلى به في ستراسبورغ، اليوم الأربعاء، أيّد طلب أوكرانيا، وقال: إنه يأمل أن يرسل قادة الاتحاد الأوروبي إلى الشعب الأوكراني رسالة إيجابية واضحة"، حسب تعبيره، لكنّه في الوقت عينه شدد على ضرورة أن تستجيب كل دولة تأمل بالانضمام إلى التكتّل للمعايير المطلوبة أوروبياً. 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.