شهدت الأسواق العالمية خلال الساعات الأخيرة حالة من التذبذب الحاد بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في خطوة كانت متوقعة من قبل الأسواق، إلا أن لهجة رئيس الفيدرالي جيروم باول جاءت حذرة بشكل واضح، مع تحذير صريح من استمرار ضغوط التضخم وضعف سوق العمل في الوقت نفسه.
هذا المزيج من الرسائل المتناقضة بين خفض الفائدة والتحذير من التضخم جعل المستثمرين في حالة ارتباك واضحة؛ فبينما يرى البعض أن القرار بداية دورة تيسير نقدي جديدة، يرى آخرون أن الفيدرالي يحاول إرسال إشارة بأنه لن يتسرع في خفض الفائدة بشكل متتابع.
مباشرة بعد صدور القرار، هبط الذهب بشكل سريع ليختبر مستويات 3950 دولار للأونصة، مستفيداً الدولار الأمريكي من لهجة باول المتشددة نسبياً.
لكن مع استمرار المخاوف من أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي، التي ما تزال مستمرة منذ بداية الشهر، عاد الذهب ليجد بعض الدعم باعتباره ملاذاً آمناً وسط حالة الغموض.
الإغلاق الحكومي الحالي أدى إلى تعطيل نشر عدد من البيانات الاقتصادية الرسمية، ما يزيد من صعوبة تقدير الفيدرالي لمسار التضخم وسوق العمل، وبالتالي يفتح الباب أمام تقلبات سعرية مرتفعة في الذهب والعملات خلال الفترة القادمة.
على الصعيد الدولي، أظهرت التقارير الأخيرة بوادر تقارب تجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث تم التوصل إلى اتفاق جزئي لتخفيف بعض الرسوم الجمركية.
ورغم أن هذا التطور يُعد إيجابياً للأسواق عموماً، إلا أنه يقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن، ما قد يحد من قوة أي صعود قادم للمعدن الأصفر على المدى القصير.
على الرسم البياني اليومي، سجل مؤشر الدولار إغلاقاً يومياً صاعداً مع محاولات واضحة لاختراق مستوى 99.55.
وفي حال تم تأكيد هذا الاختراق بإغلاق شهري فوقه، فمن المحتمل أن نشهد تحركاً صاعداً نحو مستويات 100.25 خلال الفترة المقبلة.
من الناحية الفنية، أي تصحيح هبوطي نحو مناطق 99.30 – 99.25 يمكن اعتباره فرصة شراء طالما بقي المؤشر فوق مستوى 98.50 كوقف خسارة، مع استهداف منطقة 100.25.
من خلال متابعة الإغلاق اليومي، نلاحظ أن الذهب أنهى تداولات الأمس بشمعة يومية صاعدة، رغم أن مؤشر الدولار أيضاً أغلق على ارتفاع، وهو ما يعكس تذبذباً غير اعتيادياً في الأسواق نتيجة تضارب المعطيات الاقتصادية.
على إطار الأربع ساعات، يظهر أن الذهب يتحرك في موجة صعودية تصحيحية، حيث اكتملت موجتان، ونحن حالياً في الموجة الثالثة.
ومن المحتمل أن تمتد هذه الموجة نحو مناطق 4060 – 4064 دولار للأونصة، وهي مناطق مقاومة مهمة.
وفي حال اختراق مستوى 4120 دولار بوضوح، فقد نشهد عودة الزخم الشرائي ودخول الذهب في موجة صعود جديدة قد تستهدف مستويات 4160 دولار وما فوق.
أما في حال فشل الذهب في تجاوز هذه المستويات وبقاء الأسعار أدنى منها، فقد يستمر الضغط البيعي لفترة مؤقتة، خاصة إذا استمر الدولار في تحقيق مكاسب جديدة.
الأسواق تمر بمرحلة غير اعتيادية من التذبذب وعدم اليقين.
خفض الفائدة لم يُترجم إلى ضعف فوري في الدولار بسبب لهجة باول الحذرة.
الذهب يتحرك ضمن نطاق تصحيحي، يحتاج إلى اختراق فوق 4120 دولار لتأكيد عودة الاتجاه الصاعد.
أزمة الإغلاق الحكومي وبيانات التضخم المقبلة ستكونان العاملين الحاسمين لاتجاه الذهب خلال الأسابيع القادمة.
إعداد: عصام حناوي
مؤسس أكاديمية حناوي FX
تحليلات فنية واقتصادية يومية دقيقة للأسواق العالمية



اخلاء مسؤولية : الأسواق المالية خطرة جدا وقد تفقد مبالغ كبيره في حال لم تكن على دراية كافية بأسواق الفوركس وبالإدارة المالية وهذه الشارتات هي شارات تحليلية فقط ونحن لا نتاجر على الذهب والفضة عن طريق شركات الفوركس فالتحليلات لمعرفة الاتجاه القادم للذهب والفضة فقط او لمن يهتم بشراء سبائك الذهب .